قراءات في دفتر زيارة غندور لامريكا

 زيارة غندور لامريكا، قراءات
يعتبر بروفيسور ابراهيم غندور – مساعد رئيس الجمهورية – ارفع مسؤول سوداني يزور الولايات المتحدة الاميريكية زيارة رسمية و بدعوة رسمية منها منذ اكثر من عقدين من الزمان.
فطبيب الاسنان و النقابي السابق الذي يحظي بقبول كبير عند العرب والافارقه يعتبر الرجل الرابع في الدولة – بعد الرئيس و نائبيه – والرجل الثاني في الحزب – بعد الرئيس – رغم ان كرتي ومن الكويت وصف زيارة غندور لامريكا بانها زيارة بصفة غندور في الدولة وليس الحزب وكأنما كرتي يريد ان يلمح الي ان الحزب غير راض عن هذه الزيارة فالدولة يديرها حزب المؤتمر الوطني بواقع الورق الموجود علي اليد الا ان كرتي ابي الا ان يوضح.
وعلي الرغم من ان وزراء المالية والاعلام ونائب الرئيس السابق – طه – زاروا الولايات المتحدة خلال العقدين الماضيين الا انها زيارات كانت للمشاركة في اجتماعات الامم المتحدة والصناديق و المنظومات التابعة لها فكانت عبارات علي شاكلة (علي هامش زيارته للجمعية العامة للامم المتحدة التقي وزير المالية بمسؤل امريكي رفيع) كانت تتصدر الاخبار لتذر الرماد في العيون انذاك.
وتأتي اهمية زيارة غندور لامريكا من كونه ارفع مسئول سوداني يزور الولايات المتحدة الاميريكية خلال عقدين من الزمان والاهمية الثانية تنبع من ان الزيارة جاءت بدعوة من الولايات المتحدة بحسب تصريحات ماري ولف – المتحدث باسم البيت الابيض- ابان الزيارة.
تمر قرارات الولايات المتحدة الاميريكية عبر لوبيات وببيروقراطية ووفق اسس تتكيء عليها في كل خطواتها لذا نجد انفسنا نرفض فرضية ان حزم الاجراءات التقنية التي رفعت امريكا عنها الحظر ذات علاقة بزيارة غندور الاخيرة فالولايات المتحدة دولة تتعامل ب(الورقة والقلم) و ليس ب(العواطف و رقيق العبارات).
و المدهش في بيان السفارة الاميريكية بالخرطوم - و الذي ملأ شبكات التواصل الاجتماعي - ان السفارة حاولت الربط بين (مصادرة 14 صحيفة سودانية و مصلحة المواطن السوداني) من جهة و بين (حزمة الاجراءات التقنية) التي اصدرتها بلادها مساء الثلاثاء وهذا الربط لا يتعدي كونه (مناورة سياسية) او (لعب علي ورقة رفع الحظر) لرفع الحس العام. فالفرق بين (مصادرة الصحف) و (صدور القرار ) لم يتجاوز ال48ساعة. اضف الي ذلك ان (الضغط علي شعوب العالم الثالث) من قبل دول العالم الاول و دول العالم الثاني ليثور ضد حكامه هي لعبه سياسية اسقاطية قديمة تمارس حتي في محيطنا الاقليمي.
في اعتقادي ان زيارة البشير للقاهرة – التي اعقبت زيارته للسعودية – هي السبب المباشر في دعوة غندور اولا و في هذه الحزم ثانياً. فالولايات المتحدة تريد اجراءات علي الارض ضد (ايران – حماس – الاخوان – الارهاب) وتريد تقدماً يحرز وحسن نية في (الحريات – حقوق الانسان وما تبقي من عوالق قضايا نيفاشا).
ويبدو ان المؤتمر الوطني وبعد ابعاد الجناح المتشدد من الحاءات الثلاثة (الحركة – الحزب – الحكومة) يبدو انه قد بدأ فعلياً في تغيير الايدولوجيا التي كان يتبعها وبناء علي ذلك اتخذ حزمة تدابير لترميم جدار علاقاته الخارجية.
ففي المؤتمر العام الرابع للمؤتمر الوطني – الذي التأم في اكتوبر الماضي- لم يقم الوطني بدعوة (اخوان مصر) علاوة علي انه دعا (فتح) ولم يقم بدعوة (حماس) التي ظلت تحجز المقاعد الامامية طيلة العقدين الماضيين اضف الي ذلك خلو خطاب البشير من ذكر عبارات الثناء و الشكر لايران ك(حليف استراتيجي).
كل هذه تعتبر اشارات لتحول كبير داخل اروقة الوطني ادي الي انفتاح تجاه الخليج والغرب عزز من ذلك اغلاق المراكز الايرانية في الخرطوم والذي جعل الخليج والغرب يضع الخرطوم في مراتب الجدية بدلاً عن الندية و التسويف.
واذا عدنا للخلف قليلاً نجد ان هناك قضايا خلافية جوهرية اقعدت الوطني و عزلته و اقعدت البلاد عن التنمية مثل (ايران – حماس – الاخوان) والتي ادت الي عزلة دولية وحظر اقتصادي حرم البلاد من التنمية وتفعيل شقيها الصناعي والزراعي. الا ان حزم الاجراءات التي اتخذها الوطني خلال الشهور الحمسة الماضية – منذ زيارة البشير للقاهرة وحتي الان – هي مجموعة حزم لم يتمكن الوطني من وضعها علي الارض طيلة مايزيد عن عقدين من الزمان. لذا نجد ان نظرة الخليج و الغرب تغيرت نوعاً ما بعد دخول (الوسطية) مقر الرئاسة السودانية بحسب اراء خبراء و مختصين.
غدا نواصل ان شاء الله
Like ·  · Share
شاركه على جوجل بلس

عن حمدى صلاح الدين

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق